كتاب فقه الأدعية والأذكار (اسم الجزء: 1)

في نعم من الله في بدنه وسمعه وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك، ليس من هذا شيءٌ إلاَّ وفيه نعمةٌ من الله، حقٌّ على العبد أن يعملَ بالنعم التي هي في بدنه لله عز وجل في طاعته، ونعم أخرى في الرزق حق عليه أن يعمل لله فيما أنعم به عليه من الرزق في طاعته، فمن عمل بهذا فقد أخذ بحزم الشكر وأصله وفرعه"1.ا. هـ
ومن نعم الله العظيمة على عبده ما متّعه به من عافيته في سمعه وبصره وجميع بدنه، وكم لله في عبده من نعمة في عرق ساكن، والعافية نعمة تستوجب الشكر وتستحق الحمد، كان عبد الأعلى التيمي يقول: "أكثروا سؤال الله عز وجل العافية فإنَّ المبتلى وإن اشتدَّ بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء، وما المبتلون اليوم إلاَّ من أهل العافية بالأمس، وما المبتلون بعد اليوم إلاَّ من أهل العافية اليوم، ولو كان بلاءٌ يجرُّ إلى خير ما كنا من رجال البلاء، إنَّه رُبَّ بلاءٍ قد أجهد في الدنيا وأخزى في الآخرة، فما يأمن من أطال المُقام على معصية الله جلّ وعزّ أن يكون قد بقي له في بقيّة عمره من البلاء ما يجهده في الدنيا ويفضحه في الآخرة ثم يقول عند ذلك: الحمد لله الذي إن نعد نعمه لا نحصيها وإن ندأب له عملاً لا نجزيها وإن نعمر فيها لا نُبليها"2.
بل لو أنَّ العبد أُوتي عُمُر الدنيا، وقطع ذلك العمر مستغرقاً في
__________
الشكر لابن أبي الدنيا (رقم:157) .
2 انظر: نتائج الأفكار في شرح حديث سيِّد الاستغفار للسفاريني (ص:311،312) .

الصفحة 277