كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)

علي بن الحسن الدمشقي – بعد أن ذكر رواية من روى: "عن المغيرة بن أبي بردة عن أبيه"-: "وقد جوده عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن صفوان، سمع المغيرة أبا هريرة". وأيضا تقدم رواية مالك ومن تابعه – لعدم الاضطراب فيها – على رواية يحيى بن سعيد – للاختلاف عليه -.
الوجه الرابع: التعليل بالاضطراب واختلاف الروايات.
فقد تقدم اتفاق رواية مالك ويزيد بن محمد القرشي والجلاح من جهة الليث وعمرو بن الحارث.
وأما محمد بن إسحاق، فروى هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب، عن جلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في "مسنده" كذلك بالسند المذكور عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجال من بني مدلج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! إنا أصحاب هذا البحر نعالج الصيد على رمث، فنعزب فيه الليلة والليلتين والثلاث والأربع، ونحمل معنا العذب لشفاهنا، فإن نحن توضأنا به خشينا على أنفسنا، وإن نحن آثرنا بأنفسنا وتوضأنا من البحر وجدنا في أنفسنا من ذلك، فخشينا أن لا يكون طهورا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [توضؤوا منه]، فإنه الطاهر ماؤه، الحل مييته".

الصفحة 103