كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)

الجن، ليقم معي رجل منكم، ولا يقم معي رجل في قلبه مثقال [حبة من] خردل من كبر".
قال: فقمت معه ومعي إداوة من ماء – [كذا] قال -: حتى إذا برزنا خط حولي خطة، ثم قال: "لا تخرجن منها، فإنك إن خرجت منها لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة". قال: ثم انطلق حتى توارى عني. قال: فبقيت قائما حتى إذا طلع الفجر أقبل، فقال: "مالي أراك قائما؟ " قال: قلت: ما قعدت خشيت أن أخرج منها. قال: "أما إنك لو خرجت منها لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة، هل معك من وضوء؟ " قلت: لا، قال: "فماذا في الإداوة؟ " قلت: نبيذ، قال: "تمرة حلوة وماء طيب". ثم توضأ، وأقام الصلاة، فلما أن قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه المتاع، [فقال]: "أو لم آمر لكما ولقومكما ما يصلحكما؟ " قال: بلى، ولكن أحببنا أن يحضر بعضنا معك [الصلاة]. قال: " [ممن] أنتما؟ " قالا: من أهل نصيبين. قال: "قد أفلح هذان، وأفلح قومهما".
وأمر لهما [بالعظام والرجيع] طعاما وعلفا، ونهانا أن نستنجي بعظم أو روث.

الصفحة 174