كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)
فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال: "أتاني داعي الجن، فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن". قال: فانطلق بنا، فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم".
وقد روي حديث ابن مسعود من غير جهة أبي زيد المذكور، فروى أبو سعيد مولى بني هاشم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ليلة الجن:"أمعك ماء؟ " قال: لا. قال: "أمعك نبيذ؟ " قال: أحسبه قال: نعم. قال: فتوضأ به. أخرجه أبو حفص ابن شاهين والدارقطني – واللفظ له -، وقال: "علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة، وقد رواه أيضا عبد العزيز بن أبي رزمة، وليس هو أيضا بقوي". ثم أخرجه من حديث عبد العزيز هذا، عن حماد – يعني ابن سلمة -، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن "أمعك ماء؟ " قال: لا، معي نبيذ، فدعا به فتوضأ.