كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)

وقد خرجه الحافظ أبو بكر البزار في "مسنده" من هذا الوجه – أعني رواية ابن لهيعة – عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس، عن ابن مسعود أنه وضأ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن بنبيذ فتوضأ، وقال: "ماء طهور". رواه عن محمد بن الهيثم البغدادي، عن يحيى بن عبد الله، عن ابن لهيعة. قال: "وهذا الحديث لا يثبت، لأن ابن لهيعة كانت قد احترقت كتبه، فكان يقرأ من كتب غيره، فصار في أحاديثه أحاديث مناكير، وهذا منها".
ومقتضى هذه الرواية أن يكون الحديث من مسند ابن مسعود رضي الله عنه، وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية ابن عباس عنه.
وروى الدارقطني من حديث معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن جده أبي سلام، عن فلان بن غيلان الثقفي، أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن بوضوء، فجئته بإداوة، فإذا فيها نبيذ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: "الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو: وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان".
وقد روي عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ آخر في هذا، أخرجه الدارقطني من جهة أبي عبيدة مجاعة، عن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا لم يجد أحدكم ماء

الصفحة 185