كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)

وأقول: أشهر هذه الأحاديث حديث أبي فزارة، وقد ذكرنا ما فيه، وأقربها حديث علي بن زيد، فإنه وإن كانوا قد استضعفوه فقد ذكر بالصدق.
وقول الدارقطني: "وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود "، لا ينبغي أن يفهم منه أنه لا يمكن إدراكه له وسماعه منه، فإن أبا رافع الصائغ جاهلي إسلامي.
قال أبو عمر في "الاستيعاب": "وهو مشهور من علماء التابعين". وقال في "الاستغناء": "لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فهو من كبار التابعين، اسمه نفيع، كان أصله المدينة، ثم انتقل إلى البصرة، وروى عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، وروى عنه خلاس بن عمرو الهجري، والحسن البصري، وقتادة، وثابت البناني، وعلي بن زيد، ولم يرو عنه أهل المدينة".
وقال في "الاستيعاب": "عظم روايته عن عمر وأبي هريرة". ومن كان بهذه المثابة فلا يمتنع سماعه من جميع الصحابة رضي الله عنهم، اللهم إلا أن يكون الدارقطني يشترط في الاتصال ما ذكر عن بعضهم: أنه لا بد أن يعرف سماعه من المروي عنه ولو مرة، وقد اطنب مسلم في الكلام على هذا المذهب.
وأما الآثار: فروى الدارقطني عن يحيى بن أبي كثير قال: قال عكرمة: "النبيذ وضوء لمن لم يجد غيره". أخرجه عن أحمد بن محمد بن زياد، عن إبراهيم الحربي

الصفحة 187