كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)

هذا الحديث: "إذا شرب الكلب"، وغيره من رواة حديث أبي هريرة هذا بهذا الإسناد وبغيره – على تواتر طرقه وكثرتها عن أبي هريرة [وغيره]-، كلهم يقول: "إذا ولغ الكلب"، ولا يقولون: "إذا شرب الكلب"، وهو الذي يعرفه أهل اللغة ".
وقال الحافظ الفقيه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في "صحيحه": "فأما خبر مالك، عن أبي الزناد – في غسل الإناء من شرب الكلب -: فإن أبا عبد الله رضي الله عنه – يعني البخاري – أعرض عن سائر الروايات الصحيحة في الباب إلى ما رواه مالك، وهو قد انفرد عن الكل في اللفظ"، يريد لفظة: "إذا شرب".
وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة – بعد إخراج رواية مالك -: "رواه اصحاب أبي الزناد: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، [وابن عيينة]، وشعيب بن أبي حمزة، وغيرهم، عن أبي الزناد قال: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم". وكذلك رواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج.
ورواه عبيد بن حنين، وثابت الأعرج، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأبو يونس سليم بن جبير، ومحمد بن سيرين، وأبو صالح، وأبو رزين، كلهم عن أبي هريرة، واتفقوا على قوله: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم".
قلت: ومع كلام هؤلاء الثلاثة الحفاظ الأكابر، فقد وقعت لنا هذه

الصفحة 252