كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)
فإني أظنه يعني في الإجازة، فإنه لما ذكره في بابه قال: إن أبا زرعة أدركه ولم يكتب عنه، وإن أباه قال: "أدركته وكتبت عنه". فظاهر هذا أنه لم يسمع منه، فإنه لم [يقل]: كتبت عنه مع أبي، وسمعت منه، كما هي عادته أن يقول فيمن يشترك فيه مع أبيه". انتهى.
وقد استغنينا عن هذا التفقد الذي أشار إليه ابن القطان بما قدمناه من رواية أبي بشر عن أحمد بن عبد الرحمن.
و"أحمد بن عبد الرحمن" هذا تكلم فيه، وأفظع في أمره النسائي، فقال [ ..... ]: "أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب: كذاب". وقال الحافظ أبو سعيد ابن يونس في "تاريخه": "لا تقوم بحديثه حجة". وقال ابن عدي: "رأيت شيوخ مصر مجتمعين على ضعفه". وقيل: "إنه كان مستقيم الأمر، ثم حدث بما لا أصل له".
فيحمل ما رواه عنه مسلم على حالة الاستقامة، فإن تبين أمر هذا الحديث وحالة روايته له عمل بها، والله عز وجل أعلم.