كتاب الإمام في معرفة أحاديث الأحكام - ت آل حميد (اسم الجزء: 1)
وأقول: حاصل [ما يعتل] به على هذا الحديث أربعة أوجه:
أحدها: الجهالة بسعيد بن سلمة، والمغيرة بن أبي بردة، وادعاء أنه لم يرو عن سعيد غير صفوان بن سليم، ولا عن المغيرة بن أبي بردة غير سعيد بن سلمة.
وجوابه: أنه قد روى عن سعيد غير صفوان بن سليم، وهو الجلاح أبو كثير، فروى هذا الحديث عن الجلاح يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث.
أما رواية عمرو: فمن طريق ابن وهب، وأما رواية يزيد: فمن طريق الليث بن سعد عنه، أخرجها الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في "سننه الكبير" من طريق يحيى بن بكير، عن الليث بسنده، ولفظه: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فجاءه صياد فقال: يا رسول الله! إنا ننطلق في البحر نريد الصيد، فيحمل معه أحدنا الإداوة وهو يرجو أن يأخذ الصيد قريبا، فربما وجده كذلك، وربما لم يجد الصيد حتى يبلغ من البحر مكانا لم يظن أن يبلغه، فلعله يحتلم أو يتوضأ، فإن اغتسل أو توضأ بهذا الماء فلعل أحدنا يهلكه العطش، فهل ترى في ماء البحر أن نغتسل به أو نتوضأ به إذا خفنا
الصفحة 99
628