كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)
حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا: «اللهم صَلِّ على محمد وأزواجه وذريته..» (¬1) فهذا الحديث يفسر الذي قبله ويبين أن آل محمد يشمل "أزواجه وذريته" (¬2) .
ومما يدل على دخول أزواجه في "أهل بيته" - عليه السلام - قوله تعالى في خطاب نساء نبيه - صلى الله عليه وسلم - (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (¬3) فهذه الآية ظاهرة الدلالة على أن زوجاته - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته، ولهذا قال ابن كثير: (الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلات في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال تعالى بعد هذا كله (¬4) (واذكرن ما يتلى في بيوتكن منءَايت الله والحكمة) (¬5) .
وقال بدخولهن في ذلك جمع كبير من المفسرين (¬6)
¬__________
(¬1) المصدر السابق: (6/407) .
(¬2) انظر: «جلاء الأفهام» لابن القيم: ص 119 - 120.
(¬3) الأحزاب: آية 33.
(¬4) «تفسير ابن كثير» : (3/506) .
(¬5) الأحزاب: آية 34.
(¬6) انظر: القرطبي: (14/182 - 184) ، «البحر المحيط» لابن حيان: (7/232) وانظر: «الكشاف» للزمخشري: (3/260) ، «تفسير أبي السعود» : (4/417) ، «مفاتيح الغيب» : (25/209) .