كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)

وفي رواية: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون» (¬1) .
والله سبحانه وتعالى قرن "سبيل المؤمنين" بطاعة رسوله في قوله عز وجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (¬2) .
وجاءت نصوص تأمر بالجماعة وتحذر من مفارقتها كقوله (: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» (¬3) وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - عدة روايات في أن هذه الأمة «لا تجتمع على ضلالة» (¬4) .
هذا وهناك مسائل أخرى في (اعتقاد أهل السنة الذي شذت عنه الشيعة) ، نكتفي بالإشارة إليها دون التفصيل لئلا يطول بنا البحث. وهي كالتالي:
¬__________
(¬1) هذا لفظ مسلم - كتاب الجهاد، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم» : (6/53) .
(¬2) النساء: آية 115.
(¬3) مضى تخريجه ص 22.
(¬4) قال السخاوي: (حديث مشهور المتن ذو أسانيد كثيرة وشواهد متعددة في المرفوع وغيره) «المقاصد الحسنة» : ص 460. فروى عنه (أنه قال: «إن الله أجاركم من ثلاث خلال - ومنها - وأن لا تجتمعوا على ضلالة» رواه أبو داود في «سننه» : (4/ 452) رقم 4253) ، قال الحافظ في «التلخيص» : (في إسناده انقطاع) وقال في موضع آخر: (سنده حسن) ، «عون المعبود» : (11/326) .
وروى الإمام أحمد عن أبي بصرة الغفاري (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها» =

الصفحة 111