كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)

اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس، كما لا يخفى على الخبير بها) (¬1) .
ومن يقرأ تراجم رجالهم يجد صورة واضحة لهذا التناقض؛ فلا يوجد راوٍ من رواتهم ـ غالباً ـ في الحديث إلا وفيه قولان: قول يوثقه وقول يضعفه، فضلاً عن أنه يلعنه ويخرجه من الإسلام. فمثلاً محدثهم الشهير "زرارة بن أعين" صاحب أئمتهم الثلاثة - كما يزعمون - "الباقر"، و"الصادق"، و"الكاظم" (¬2) تجده في تراجمهم يمدح تارة ويذم أُخرى، يجعل من أهل الجنة مرة، ومن أهل النار مرة أُخرى، فيروي الكشي أن أبا عبد الله قال: (يا زرارة إن اسمك في أسامي أهل الجنة) (¬3) وقال: (رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة لاندست أحاديث أبي) (¬4) .
ويروي الكشي نفسه عن أبي عبد الله أيضاً أنه قال في هذا "الزرارة": (لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، ثلاث مرات) (¬5) وقال: (.. هذا زرارة بن أعين هذا من الذين وصفهم الله (في كتابه فقال: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه
¬__________
(¬1) «الوافي» ، المقدمة الثانية: (1/11- 12) .
(¬2) «زرارة بن أعين بن سنسن. قال الحر العاملي: (شيخ من أصحابنا. في زمانه كان قارئاً فقيهاً ثقة قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين) «وسائل الشيعة» : (20/196) . تنسب له فرقة من الشيعة تسمى الزرارية «مختصر التحفة» : ص 15. كان حفيد لقسيس نصراني اسمه سنسن. محب الدين الخطيب: «هامش مختصر التحفة» : ص 63. توفي سنة 150هـ. «معجم المؤلفين» : (4/181) .
(¬3) «رجال الكشي» : ص 133.
(¬4) المصدر السابق: ص 136.
(¬5) «رجال الكشي» : (ص 149- 150) .

الصفحة 282