كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)

ومن الأمثلة لتأثير التقية العملي عندهم أنهم قالوا عن تزويج علي - رضي الله عنه - ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب (- تلك التي هي من أقوى الدلائل على كمال الحب والولاء بين الصحب والآل - قالوا: إن هذا من باب التقية، فقد عقد عالمهم الحر العاملي في "وسائل الشيعة" باباً في هذا بعنوان: (باب جواز مناكحة الناصب عند الضرورة والتقية) ومما جاء فيه:
عن أبي عبد الله (في تزويج أم كلثوم فقال: (إن ذلك فرج غصبناه) (¬1) .
كما أورد في هذا الباب تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنتيه لعثمان (وعده من باب التقية. قال أبو جعفر: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله زوج منافقين: أبا العاص بن الربيع، وسكت عن الآخر (¬2)) (¬3) . أي لم يصرح الإمام باسم عثمان تقية وخوفاً.
هذا مجرد مثال والأمثلة كثيرة سيأتي بعض منها أيضاً في فصل (هل من طريق للتقريب؟) .
وهكذا جعلوا عقيدة التقية منفذاً للغلو والغلاة ووسيلة وضعها أعداء الأمة للنأي بالشيعة عن جماعة المسلمين.
ثانياً: إنهم جعلوا عقيدة التقية هي المخرج من الاختلاف
¬__________
(¬1) الحر العاملي: «وسائل الشيعة» : (7/433) عن «فروع الكافي» : (2/10) .
(¬2) أي سكت عن ذكر اسم الآخر، وهو عثمان (من باب التقية واكتفى بالإشارة إليه.
(¬3) الحر العاملي: «وسائل الشيعة» : (7/434- 435) ، وانظر: «السرائر» : ص 475.

الصفحة 336