كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)

لم يكتفوا بإباحتها بل رتبوا على تركها وعيداً شديداً.
فمن رواياتهم في ذلك أن (من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجدع (¬1)) (¬2) .
وجعلوا لفاعلها أجراً عظيماً حتى قالوا: إن من تمتع أربع مرات كان كرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأجر، ونسبوا هذه "القولة الشنيعة" إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. تقول روايتهم: قال النبي ?: (من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين (ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي ومن تمتع أربع مرات كانت درجته كدرجتي) (¬3) .
وقالوا: من لم يقل بالمتعة فليس بشيعي، فمن رواياتهم: (ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ويستحل متعتنا) (¬4) .
وفسروا آيات من كتاب الله "بالمتعة"، فمن ذلك ما رووه عن الباقر "ع" أن عبد الله بن عطا المكي سأله عن قوله تعالى: (وإذ أسر النبي.. الآية ((¬5) فقال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج بالحرة متعة فاطلع عليه بعض نسائه فاتهمته بالفاحشة!! فقال: إنه نكاح بأجل فاكتميه فاطلعت، عليه بعض نسائه) (¬6) .
¬__________
(¬1) مقطوع الأنف والأذن.
(¬2) فتح الله كاشاني: «منهج الصادقين» : ص 356 (فارسي) طبعة إيران.
(¬3) «تفسير منهج الصادقين» لملا فتح الله كاشاني: ص 356 (فارسي) .
(¬4) مضى تخريج هذا "النص" من كتبهم ص 341.
(¬5) التحريم: آية 3.
(¬6) الحر العاملي: «وسائل الشيعة» ، كتاب النكاح، أبواب المتعة: (7/440) . وانظر: ابن بابويه القمي: «من لا يحضره الفقيه» : (2/151) .

الصفحة 372