كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)

أنهم يزعمون في بعض الأحاديث الموضوعة أنها مما اتفقت عليه مصادر السنّة والواقع خلاف ذلك.
وأقرب مثال على هذا كتاب «منهاج الكرامة» لابن المطهر الحلي؛ حيث نجده يدعي في كتابه أنه لا يأخذ إلا من المصادر المعتبرة، ومن الصحيح منها. يقول: (ونحن نذكر هنا شيئاً يسيراً مما هو صحيح عندهم ونقلوه في المعتمد من كتبهم) (¬1) .
ومع هذا "الادعاء" فهو يورد كثيراً من الأحاديث الموضوعة ومن مصادر غير معتمدة.
فهو يستقي أحاديثه من تفسير الثعلبي (¬2) والحلية لأبي نعيم (¬3) ومما رواه أخطب خوارزم (¬4) وصاحب الفردوس (¬5) والفقيه المغازلي الشافعي (¬6) وغيرهم.
ويروي أحاديث موضوعة من الحلية لأبي نعيم ونحوه ويدعي أنها مما (أجمع المفسرون عليه) (¬7) .
¬__________
(¬1) «منهاج الكرامة» : ص 119 المطبوع مع كتاب «منهاج السنّة» بتحقيق د. رشاد سالم.
(¬2) انظر: «منهاج الكرامة» : في عدة مواضع ص 149، 158، 161، 162.
(¬3) المصدر السابق: في عدة مواضع ص 150، 155، 156، 157، 160، 161، 163، 164، 165.
(¬4) المصدر السابق في عدة مواضع ص 124، 173.
(¬5) انظر: «منهاج الكرامة» : وفي أكثر من موضع ص 155، 166.
(¬6) انظر: «منهاج الكرامة» : وفي أكثر من موضع ص 154، 155.
(¬7) انظر مثلاً: ص 166 حيث ذكر تفسير (صالح المؤمنين (في قوله سبحانه وتعالى: (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين (ذكر أن المراد به "علي" وقال: (أجمع المفسرون على أن صالح المؤمنين هو علي) ، ثم أورد رواية في تفسيرها بذلك عزاها لأبي نعيم. ورد على ذلك ابن تيمية في (جـ4/ص 79) من «منهاج السنة» وكذبه في دعوى الإجماع، وبيّن أن هذه الرواية موضوعة ...

الصفحة 80