كتاب مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (اسم الجزء: 1)

عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا؛ أنه كافر ... ) (¬1) .
وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال: (جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر) (¬2) .
وقال ابن قدامة (¬3) : (ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر) (¬4) .
ويقول البغدادي: (وأكفروا - أي أهل السنّة - من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه) (¬5) .
ويقول القاضي أبو يعلى (¬6) : (والقرآن ما غُيّر ولا بُدِّل ولا نقص منه ولا زيد فيه، خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال - إن القرآن جمع بمحضر من
¬__________
(¬1) و (¬2) «الشفاء» : (2/304 - 305) .
(¬3) عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ثم الدمشقي أبو محمد موفق الدين، من كبار أئمة السنّة وفقهاء الأمة، له تصانيف منها: «المغني» ، و «فضائل الصحابة» ، و «القدر» وغيرها. توفي بدمشق سنة 620هـ، وكان مولده في جماعيل (من قرى نابلس بفلسطين) سنة 541. انظر: «مختصر طبقات الحنابلة» : ص 45- 47، وانظر: «الأعلام» : (4/191 - 192) .
(¬4) ابن قدامة: «لمعة الاعتقاد» : ص 20.
(¬5) «الفرق بين الفرق» : ص 327.
(¬6) محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء أبو يعلى، عالم عصره في الأصول والفروع، من تصانيفه: «الأحكام السلطانية» . ولد عام 380 هـ وتوفي عام 458هـ. «طبقات الحنابلة» : (2/193 - 230) ، «الأعلام» : (6/331) .

الصفحة 87