كتاب إنباء الغمر بأبناء العمر (اسم الجزء: 1)

واستقر الشيخ سراج الدين ابن الملقن في تدريس قبة الصالح وشهاب الدين النحريري في النظر عليه مكانه أيضاً، وفيه خرج أهل دمشق للاستسقاء لما كان أصابهم من الغلاء فلما رجعوا وجدوا ابن النشو فرجموه حتى مات، وكان يحتكر الغلال بالجاه وراح دمه هدراً، وكان ابن النشو هذا يقال له ناصر محمد متولي شد المراكز وولي إمرة طبلخاناه، وكان أصله سمساراً فلما تأمر صار يحتكر ولا يبيع أحد شيئ من الحبوب إلا بعد مراجعته، وكان قتله والنائب في الصيد، فلما رجع كوتب من عند السلطان بتتبع من فعل ذلك وتوسيطه، فحصل لكثير من الشاميين أذى وكتبوا فيه محضراً بما يبدو من المذكور من الفجور وكلمات الكفر والجور المفرط والظلم الظاهر، فلطف النائب القضية حتى أعفى الناس من ذلك.
وفي رجب شرع يلبغا السالمي في تجديد عمارة الأقمر فأقام منارته وعمل فيه فسقية وجدد فيه خطبة في رابع رمضان.
وفي ثامن شعبان الموافق الحادي عشر بشنس أمطرت السماء برعد وبرق حتى صارت القاهرة خوضاً فكان من العجائب ودام ذلك في ليالي متعددة، وقد وقع مثل ذلك بل أعظم منه في مثل زمانه في سنة سبع عشرة وثمانمائة في سلطنة الملك المؤيد، وفي شعبان صرف قديد من نيابة الإسكندرية إلى القدس بطالاً،

الصفحة 527