كتاب تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (اسم الجزء: 1)

[15] عَن أبي سَلمَة قيل اسْمه كنيته وَقيل عبد الله بن عبد الرَّحْمَن هُوَ بن عَوْف من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة فقد أدْرك الصَّلَاة زَاد النَّسَائِيّ كلهَا لَا أَنه بعض مَا قَالَه قَالَ بن عبد الْبر لَا أعلم اخْتِلَافا فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث وَلَا فِي لَفظه عِنْد رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَائِر أَصْحَاب بن شهَاب إِلَّا أَن بن عُيَيْنَة رَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ فَقَالَ قفد أدْرك لم يقل الصَّلَاة وَالْمعْنَى المُرَاد فِي ذَلِك وَاحِد وَقد رَوَاهُ عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر عَن بن شهَاب فَقَالَ فقد أدْرك الصَّلَاة وفضلها وَهَذِه لَفْظَة لم يقلها أحد عَن بن شهَاب غير عبد الْوَهَّاب وَلَيْسَ بِحجَّة على من خَالفه فِيهَا من أَصْحَاب بن شهَاب وَلَا أَجَاد فِيهَا قلت وَكَذَا قَالَ الطَّحَاوِيّ قَالَ لِأَن معنى أدْرك الصَّلَاة أدْرك فَضلهَا وَلَو أدْركهَا بادراك رَكْعَة فِيهَا لما وَجب عَلَيْهِ عَلَيْهِ قَضَاء بقيتها ثمَّ قَالَ بن عبد الْبر وَقد رَوَاهُ عمار بن مطر عَن مَالك فَقَالَ فقد أدْرك الصَّلَاة ووقتها قَالَ وَهَذَا لم يقلهُ عَن مَالك فَقَالَ فقد أدْرك الْفضل وَلم يقلهُ عَن مَالك غَيره قَالَ وَقد اخْتلف فِي معنى قَوْله فقد أدْرك الصَّلَاة فَقيل أدْرك وَقتهَا قَالَ وقائلوا ذَلِك جَعَلُوهُ فِي معنى الحَدِيث السَّابِق من أدْرك رَكْعَة من الصُّبْح وَلَيْسَ كَمَا ظنُّوا لِأَنَّهُمَا حديثان لكل وَاحِد مِنْهُمَا معنى آخر وَقيل أدْرك فضل الْجَمَاعَة على أَن المُرَاد من أدْرك رَكْعَة مَعَ الإِمَام وَقيل من أدْرك حكمهَا فِيمَا يفوتهُ من سَهْو الإِمَام وَلُزُوم الْإِتْمَام وَنَحْو ذَلِك قَالَ وَظَاهر الحَدِيث يُوجب الْإِدْرَاك التَّام الْوَقْت وَالْحكم وَالْفضل قَالَ وَيدخل فِي ذَلِك إِدْرَاك الْجُمُعَة فَإِذا أدْرك مِنْهَا رَكْعَة مَعَ الإِمَام أضَاف إِلَيْهَا أُخْرَى فَإِن لم يُدْرِكهَا صلى أَرْبعا ثمَّ أخرج من طَرِيق بن الْمُبَارك عَن معمر وَالْأَوْزَاعِيّ وَمَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من أدْرك من الصَّلَاة رَكْعَة فقد أدْركهَا قَالَ الزُّهْرِيّ فنرى الْجُمُعَة من الصَّلَاة وَأخرج من وَجه آخر عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ سَأَلت الزُّهْرِيّ عَن رجل فَاتَتْهُ خطْبَة الإِمَام يَوْم الْجُمُعَة وَأدْركَ الصَّلَاة فَقَالَ حَدثنِي أَبُو سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أدْرك رَكْعَة من صَلَاة فقد أدْركهَا انْتهى قَالَ الْحَافِظ مغلطاي وَإِذا حملناه على إِدْرَاك فضل الْجَمَاعَة فَهَل يكون ذَلِك مضاعفا كَمَا يكون لمن حضرها من أَولهَا أَو يكون غير مضاعف قَولَانِ وَإِلَى التَّضْعِيف ذهب أَبُو هُرَيْرَة وَغَيره من السّلف وَقَالَ القَاضِي عِيَاض يدل على أَن المُرَاد فضل الْجَمَاعَة مَا فِي رِوَايَة بن وهب عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ من زِيَادَة قَوْله مَعَ الإِمَام وَلَيْسَت هَذِه الزِّيَادَة فِي حَدِيث مَالك وَغَيره عَنهُ قَالَ وَيدل عَلَيْهِ أَيْضا إِفْرَاد مَالك لَهُ فِي التَّبْوِيب فِي الْمُوَطَّأ ويفسره رِوَايَة من روى فقد أدْرك الْفضل

[18] وَمن فَاتَهُ قِرَاءَة أم الْقُرْآن فقد فَاتَهُ خير كثير قَالَ بن وضاح وَغَيره ذَلِك لموْضِع التَّأْمِين وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من غفران مَا تقدم من ذَنبه

[19] عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَانَ يَقُول دلوك الشَّمْس ميلها أخرجه بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن بن عمر مَرْفُوعا

[20] قَالَ أَخْبرنِي مخبر قَالَ فِي الاستذكار هُوَ عِكْرِمَة وَكَانَ مَالك يكتم اسْمه لكَلَام سعيد بن الْمسيب فِي

الصفحة 23