كتاب طبقات المفسرين للداوودي (اسم الجزء: 1)

الإمام الحافظ المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو بن المفتي صلاح الدين الكردي الشهرزوريّ الشافعيّ.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وتفقه على والده بشهرزور، ثم اشتغل بالموصل، مدة، كرر جميع «المهذب» ولم يطر شاربه، ثم صار معيدا عند العماد بن يونس.
سمع من عبيد الله بن السمين، ونصر الله بن سلامة، ومحمود بن علي الموصليّ، وعبد المحسن بن الطوسيّ، وارتحل إلى بغداد فسمع من أبي أحمد بن سكينة، وعمر بن طبرزد، وبهمذان من أبي الفضل بن المعزّم، وبنيسابور من منصور، والمؤيد، وزينب وطبقتهم، وبمرو من أبي المظفر السمعاني، وجماعة.
وبدمشق من القاضي جمال الدين عبد الصّمد الحرستانيّ، والشيخ موفق الدّين المقدسيّ، والشيخ فخر الدين بن عساكر، وبحلب من أبي محمد بن علوان. وبحران من الحافظ عبد القادر.
ودرس بالمدرسة الصلاحيّة ببيت المقدس، فلما هدم المعظم سور البلد، قدم دمشق ودرس بالرواحية، ثمّ ولي مشيخة دار الحديث الأشرفيّة، ثم تدريس الشّامية الصّغرى.
وصنف «شرح مسلم» و «علوم الحديث» و «إشكالات على الوسيط» وغير ذلك، وأفتى وتخرّج به الأصحاب وكان من أعلام الدين.
قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وله مشاركة في عدّة فنون، وكانت فتاواه مسدّدة.
وقال أبو حفص بن الحاجب في «معجمه»: إمام ورع وافر العقل، حسن السمت، متبحر في الأصول والفروع، بالغ في الطلب حتى صار

الصفحة 383