كتاب طبقات المفسرين للداوودي (اسم الجزء: 1)

عن العرب، سوى ما حفظ، فقدم البصرة فوجد الخليل قد مات وفي موضعه يونس، فجرت بينهما مسائل أقرّ له فيها يونس، وصدره في موضعه.
وقال ابن الأعرابي: كان الكسائيّ أعلم الناس، ضابطا عالما بالعربية، قارئا صدوقا، إلا أنه كان يديم شرب النبيذ، ويأتي الغلمان.
وأدّب ولد الرشيد، وجرى بينه وبين أبي يوسف القاضي مجالس.
وعن الفراء، قال: قال لي رجل: ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في النحو! فأعجبتني نفسي، فأتيته فناظرته مناظرة الأكفاء، فكأني كنت طائرا يغرف بمنقاره من البحر.
وعند أيضا، قال: مات الكسائي وهو لا يحسن حدّ «نعم» و «بئس» و «أن» المفتوحة الهمزة، والحكاية، قال: ولم يكن الخليل يحسن النّداء ولا سيبويه يدري حد التعجب.
وعن الأصمعي: أخذ الكسائي اللغة عن أعراب من الحطمة ينزلون بقطربّل، فلما ناظر سيبويه استشهد بلغتهم عليه، فقال أبو محمد اليزيدي:
كنّا نقيس النّحو فيما مضى ... على لسان العرب الأوّل (¬1)
فجاء أقوام يقيسونه ... على لغى أشياخ قطربل
فكلّهم يعمل في نقض ما ... به نصاب الحقّ لا يأتلي
إنّ الكسائي وأصحابه ... يرقون في النحو إلى أسفل
وقال فيه:
أفسد النحو الكسائي ... وثنى ابن غزاله (¬2)
وأرى الأحمر تيسا ... فاعلفوا التّيس النّخالة
¬__________
(¬1) المصدر السابق.
(¬2) الدوري: منسوب إلى الدور، محلة ببغداد. وهو أبو عمر حفص بن عمر البغدادي المقرئ الضرير، روي عن الكسائي وغيره، ومات سنة 246 هـ. (اللباب لابن الأثير 1/ 428).

الصفحة 406