كتاب طبقات المفسرين للداوودي (اسم الجزء: 1)

بنت الأعز، وقرأ القراءات على التقي الصائغ، والتفسير على العلم العراقيّ، والحديث على شرف الدين الدمياطي، والفقه على والده، ثم على جماعة آخرهم ابن الرّفعة، والأصول على العلاء الباجيّ، والنحو على أبي حيّان، والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادي، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء الله وغيرهم، وأجاز له الرشيد بن أبي القاسم، وإسماعيل بن الطبال، وخلق، يجمعهم «معجمه» الذي خرجه له الحافظ شهاب الدين بن أيبك (¬1).
وبرع في الفنون وتخرج به خلق في أنواع العلوم.
وتفقه به جماعة من الأئمة، كالإسنوي، وأبي البقاء، وابن النقيب، وقريبه تقي الدين بن أبي الفتح وأولاده، وغيرهم.
وناظر، وأقرّ له الفضلاء، وولي قضاء دمشق بعد الجلال القزويني، في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين، فباشره بعفّة ونزاهة على الوجه الذي يليق به ست عشرة سنة وشهرا، غير ملتفت إلى الأكابر والملوك، ولم يعارضه أحد من نواب الشام إلا قصمه الله.
وولي مشيخة الحديث الأشرفية، والشامية البرانية، والغزالية، والعادلية الكبرى، والأتابكية، والمسرورية، ودرس بكل منها، قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه، ولا أحفظ من المزي، ولا أورع من النوويّ، وابن الصلاح وقد خطب بجامع دمشق مدة طويلة.
قال ولده وأنشدني شيخنا الذهبيّ لنفسه إذ ذاك:
¬__________
(¬1) هو شهاب الدين أبو الحسن أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي المعروف بالدمياطي، محدث مصر، خرج لقاضي القضاة تقي الدين السبكي معجما في عشرين جزءا ولم يستوعب شيوخه، وذيل في الوفيات على الشريف عز الدين الحسيني. مات سنة 749 هـ (ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي 54).

الصفحة 417