كتاب طبقات المفسرين للداوودي (اسم الجزء: 1)

ومن غرائب الاتفاق أنه مدح السلطان صلاح الدين، ومدح الأديب رشيد الدين الفارقي، وبين وفاة الممدوحين مائة سنة.
وقال الشهاب أبو شامة شيخ وقته: توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وآية أوانه [بمنزله] (¬1) بالتربة الصالحية، ودفن بسفح قاسيون، وكان على جنازته هيبة وجلالة وإخبات، ومنه استفدت علوما جمة، كالقراءات، والتفسير، وفنون العربية، وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستمائة، ومات وهو عني راض في ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
ذكره الشيخ تقي المقريزي في «المقفى».
371 - علي بن محمد بن علي السيد زين الدين أبو الحسن الحسيني الجرجانيّ الحنفي (¬2).
عالم المشرق، ويعرف بالسيد الشريف، اشتغل ببلاده: وأخذ عن النور الطاوسي شرحه على «المنهاج» وشرحه للفظيه عن ولد مؤلفه مخلص الدين، وقدم القاهرة. وأخذ بها عن الشيخ أكمل الدين الحنفي وغيره، وأقام بسعيد السعداء أربع سنين ثم خرج إلى بلاد الروم، ثم لحق ببلاد العجم، ورأس هناك.
وقال فيه العيني (¬3): كان عالم الشرق، علامة دهره، وكانت بينه وبين
¬__________
(¬1) تكملة عن: طبقات القراء للذهبي، وطبقات القراء لابن الجزري.
(¬2) له ترجمة في: البدر الطالع للشوكاني 1/ 488، الضوء اللامع للسحاوي 5/ 328، الفوائد البهية للكنوي 125، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 208.
(¬3) هو محمود بن أحمد بن موسى أبو محمد، بدر الدين العيني، ولد سنة 762 هـ بعنتاب، ونشأ بها وتفقه، وكان أماما عالما عارفا بالعربية حافظا للغة، وله مصنفات كثيرة، منها: شرح البخاري، شرح معاني الآثار، طبقات الحنفية، طبقات الشعراء، وغير ذلك. مات سنة 855 هـ.

الصفحة 432