كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

[سورة غافر آية: 51] ،
وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [سورة النور آية: 55] الآية فزال بحمد الله ما كان بنجد وما يليها، من القباب، والمشاهد، والمزارات، والمغارات ; وقطع الأشجار التي يتبرك بها العامة، وبعث السعاة لمحو آثار البدع الجاهلية، من الأوتار، والتعاليق، والشركيات.
وألزم بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، وسائر الواجبات ; وحث من لديه من القضاة والمفتين، على تجريد المتابعة، لما صح وثبت عن سيد المرسلين، مع الاقتداء في ذلك بأئمة الدين، والسلف الصالح المهديين، وينهاهم عن ابتداع قول لم يسبقهم إليه إمام يقتدى به، أو علم يهتدى به.
وأنكر ما كان عليه الناس في تلك البلاد، وغيرها من تعظيم الموالد، والأعياد الجاهلية التي لم ينزل في تعظيمها سلطان، ولم يرد به حجة شرعية ولا برهان، لأن ذلك فيه من مشابهة النصارى الضالين، في أعيادهم الزمانية والمكانية، ما هو باطل مردود، في شرع سيد المرسلين.
وكذلك أنكر ما أحدثه جهلة المتصوفة، وضلال المبتدعة، من التدين، والتعبد، والمكاء، والتصدية، والأغاني التي صدهم بها الشيطان، عن سماع آيات القرآن،

الصفحة 460