كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

وكذلك قام بالنكير على أجلاف البوادي، وأمراء القرى والنواحي، فيما يتجاسرون عليه ويفعلونه من قطع السبيل، وسفك الدماء، ونهب الأموال المعصومة، حتى ظهر العدل واستقر، وفشا الدين واستمر، والتزمه كل من كانت عليه الولاية، من البلاد النجدية وغيرها، والحمد لله على ذلك ; والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على المؤمنين، وذكرهم به من بعث الأنبياء والرسل.
ومدار العبادة والتوحيد على ركنين عظيمين، هما: الحب، والتعظيم؛ وبمشاهدة النعمة يحصل ذلك، ويخبت القلب لطاعة من أنعم بها عليه، وكلما ازداد العبد علما بذلك، ومعرفة لحقيقة النعمة ومقدارها ازداد طاعة، ومحبة، وإنابة، وإخباتا، وتوكلا، ولذلك يذكر تعالى عباده بنعمه، الخاصة والعامة، وآلائه الظاهرة والباطنة، ويحث على التفكر في ذلك والتذكر; وأن يعقل العبد عن ربه، فيقوم بشكره، ويؤدي حقه.
ومبنى الشكر على ثلاثة أركان: معرفة النعمة وقدرها، والثناء بها على مسديها، واستعمالها في ما يحب موليها ومعطيها. فمن كملت له هذه الثلاثة، فقد استكمل الشكر، وكلما نقص العبد منها شيئا، فهو نقص في إيمانه وشكره، وقد لا يبقى من الشكر ما يعتد به ويثاب عليه.
والمقصود: أن الذكرى فيها من المصالح الدينية،

الصفحة 462