كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [سورة آل عمران آية: 164] الآية.
وقال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} [سورة التوبة آية: 122] ، وإنما عنى به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيه مدحهم، وتزكيتهم، وفضلهم، لأن اسم الإيمان، وإطلاقه في كتاب الله تعالى، يدل على ذلك; وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} في خطابهم، وذلك في مواضع من كتابه.
والأحاديث الدالة على فضلهم وسابقتهم أكثر من أن تحصر، عموما وخصوصا، كقوله: فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم: " هل أنتم تاركو لي أصحابي؟ فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه " 1.
وقوله: " افترقت بنو إسرائيل، على إحدى وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه، وأصحابي " وقال: " آية الإيمان: حب الأنصار; وآية النفاق: بغض الأنصار " 2، وقوله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " 3، وقوله صلى الله عليه وسلم " أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم " وقوله: " يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من
__________
1 البخاري: المناقب (3673) , ومسلم: فضائل الصحابة (2541) , والترمذي: المناقب (3861) , وأبو داود: السنة (4658) , وأحمد (3/11 ,3/54 ,3/63) .
2 البخاري: الإيمان (17) , ومسلم: الإيمان (74) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (5019) , وأحمد (3/130 ,3/134 ,3/249) .
3 البخاري: المناقب (3650) , ومسلم: فضائل الصحابة (2535) , والترمذي: الفتن (2221) , والنسائي: الأيمان والنذور (3809) , وأبو داود: السنة (4657) , وأحمد (4/426 ,4/427 ,4/436) .

الصفحة 488