كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

الخلق، وأضلهم، وأبعدهم عن موالاة أهل البيت، وعباد الله الصالحين; وزادوا في رفضهم، حتى سبوا أم المؤمنين، رضي الله عنها وأكرمها; واستباحوا شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا يسيرا، وأضافوا إلى هذا: مذهب الغالية، الذين عبدوا المشائخ والأئمة، وعظموهم بعبادتهم، وصرفوا لهم ما يستحقه سبحانه ويختص به، من التأله، والتعظيم، والإنابة، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، وغير ذلك من أنواع العبادات; وغلاتهم يرون أن عليا ينْزل في آخر الزمان; ومنهم من يقول: غلط الأمين، وكانت النبوة لعلي; وهم، جهمية في باب صفات الله; زنادقة، منافقون في باب أمره، وشرعه.
ومن أهل البدع: القدرية، الذين يكذبون بالقدر، وبما سبق في أم الكتاب، وجرى به القلم; ومنهم: القدرية المجبرة، الذين يقولون: إن العبد مجبور، لا فعل له، ولا اختيار.
ومن أهل البدع: المرجئة الذين يقولون: إن الإيمان هو التصديق، وإنه شيء واحد لا يتفاضل.
ومن أهل البدع، وأكفرهم: الجهمية، الذين ينكرون صفات الله تعالى، التي جاء بها القرآن والسنة، ويؤولون ذلك، كالاستواء، والكلام، والمجيء، والنّزول، والغضب، والرضى، والحب، والكراهة، وغير ذلك من

الصفحة 490