كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

سيما إذا ساعد العادة الاغترار بمن ينتسب إلى العلم والدين; وهو عند الله، معدود في زمرة الجاهلين والمشركين; فهذا وأمثاله، هم الحجاب الأكبر، بين أكثر العوام، وبين نصوص الكتاب والسنة، وما فيهما من الدين والهدى.
ثم أكثرهم قد تجاوز القنطرة، وغرق في بحار الشرك في الربوبية، مع ما هو فيه من الشرك في الإلهية فادعى أن للأولياء والصالحين شركة في التدبير والتأثير، وشركة في تدبير ما جاءت به المقادير; وأوحى إليهم إبليس اللعين أن هذا من أحسن الاعتقاد في الصالحين، وأن هذا من كرامة أولياء الله المقربين، تعالى الله عما يقول الظالمون، وتقدس عما افتراه أعداؤه المشركون، و: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [سورة الأنبياء آية: 22] .
وحيث من الله عليك، بمعرفة الهدى ودين الحق; وظهر لك ما هم عليه من الشرك المبين، فاعرف هذه النعمة الكبرى، وقم بشكرها; وأكثر من حمد ربك، والثناء عليه; واحرص أن تكون إماما في الدعوة إليه تعالى، وإلى سبيله، ومعرفة الحق بدليله، فإن هذا أرفع منازل أولياء الله وخواصه من خلقه; فاغتنم يا أخي، مدة حياتك، لعلك أن تربح بها السعادة الأبدية، ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، في جنات علية.

الصفحة 493