كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

والتقصير; نشكو إلى الله قلوبنا القاسية، ونفوسنا الظالمة، فنعم المشتكى، ونعم المولى ونعم النصير.
وكتابك وصل إلينا، مع النظم اللطيف، الصادر عن الأخ منيف، فسرنا بإفصاحه، وإعلامه بصحتكم وسلامتكم، وحسن معتقدكم وطويتكم; فالحمد لله على اللطف والتسديد، ومعرفة حقه سبحانه وما يجب له على العبيد.
فاجتهد في طلب العلم وتعليمه، والدعوة إلى دين الله وسبيله; فإنك في زمان قبض فيه العلم، وفشا الجهل، وبدل الدين، وغيرت السنن، لا سيما أصول الدين، وعمدة أهل الإسلام واليقين، في باب معرفة الله بصفات كماله، ونعوت جلاله; وقد ألحد في هذا من ألحد، وأعرض عن الحق من أعرض وجحد; حتى عطلوا صفات الله تعالى، التي وصف بها نفسه، وتعرف بها إلى عباده، كعلوه على خلقه، واستوائه على عرشه، وكلامه، وتكليمه، ومحبته، وخلته، ورضاه، وغضبه، ومجيئه، ونزوله، فسلطوا التأويل على ذلك ونحوه، حتى عطلوا الصفات عن حقائقها، وحرفوها عن موضوعها، وصرفوها عن دلالتها; وكذلك الحال في باب عبادته، وتوحيده، ومعرفة حقه على عبيده.
فأكثر الناس والمنتسبين إلى الإسلام، ضلوا في هذا

الصفحة 495