كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

الباب، فصرفوا للأولياء والصالحين، والقبور، والأنصاب، والشياطين، خالص العبادة، ومحض حق رب العالمين كالحب، والدعاء، والاستغاثة، والتوكل، والإجلال، والتعظيم، والذل، والخضوع; بل غلاتهم صرحوا بإثبات التدبير والتصريف لمعبوداتهم مع الله، فجمعوا بين الشرك في الإلهية، والشرك في الربوبية، وهذا الأمر لا يتحاشون عنه، بل يصرحون به ويفتخرون، ويدعون أنهم من أهل الإسلام، إلا أنهم هم الكاذبون، وهذا الشرك، لم يصل إليه شرك جاهلية العرب; وقد جرى كما ترى من أناس يقرؤون القرآن، ويدعون أنهم من أتباع الرسول، فنعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدى، ومن الغي بعد الرشاد.
وكذلك باب تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأصول والفروع، قد ترك، وسد عن أكثر من يدعي العلم والدين، والعمدة والمرجع، إلى أقوال من يعتقدون علمه، من المنتسبين، والمدعين; ولو تكلم أحد بإنكار ذلك، لعد عندهم من البله والمجانين، هذه أحوال جمهور المتشرعين، والمتدينين; فهل ترى فوق هذا غاية، في غربة الحق والدين؟ فعليك بالجد والاجتهاد، في معرفة الإيمان، وقبوله، وإيثاره، والتواصي به، لعلك أن تنجو من شرك هذا الشرك والتعطيل، الذي طبق الأرض، وهلك به أكثر الخلق، جيلا بعد جيل.

الصفحة 496