كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

وضرتها
- البيت - وبينوا ما في هذه الأبيات وتشطيرها من البشاعة، والشناعة، والجهالة، وقرروا أن هذا من الغلو الذي ذمه الله ورسوله; وتكرر النهي عنه، وهو يشبه غلو النصارى، من بعض الوجوه.
فإن الله هو الذي يستحق أن يلاذ ويعاذ، ويستجار به، وهو الذي أوجد الدنيا، والآخرة، وهما من جوده، لا من جود أحد سواه، وهو العالم بجميع الغيب، أحاط علمه بكل شيء، لا يصلح أن يكون المخلوق - وإن علت درجته، كالأنبياء والملائكة - مساويا ومماثلا لله تعالى، في صفة من صفاته، أو فعل من أفعاله، تعالى الله عن ذلك. وبسط الكلام يطول، وأنا أحب لك الخير، وأن لا تهلك مع من هلك، فلذلك كتبت لك، طمعا في إنصافك، وتأملك.
وبالجملة: فعقيدة القوم: تحكيم الكتاب، والسنة، والأخذ بأقوال سلف الأمة، وأئمتها، كالأئمة الأربعة، وأمثالهم، في باب: وجوب إخلاص العبادة لله ومحبته، والإنابة إليه، وتعظيمه، وطاعته; وفي باب: معرفته بصفات كماله، ونعوت جلاله، فيثبتون له ما أثبته الله تعالى لنفسه، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل; فهم على طريقة السلف; وما قاله مالك، رحمه الله، يجري عندهم في الاستواء، وفي غيره.
وكذلك: ينكرون، ويكفرون من قال بأن لأرواح المشائخ تصرفات بعد الممات، وأن ذلك لهم على سبيل

الصفحة 502