كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

الكرامات، فإن هذا من أشنع الأقوال المكفرة، وأضلها، لمصادمة الكتاب المصدق، ولما فيه من الشرك المحقق; وكذلك ينكرون التعبد بالبدع التي لم يشرعها الله ولا رسوله، من كل فعل، أو قول، تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه أصحابه، مع قيام المقتضي الموجب له، لو كان مشروعا.
ويشددون في النهي عن وسائل الشرك وذرائعه، كبناء المساجد على القبور، والصلاة عندها، وإيقاد السرج عليها، والعكوف لديها، واتخاذ السدنة لها، واتخاذها أعيادا، تزار، وتقصد في يوم معلوم، ووقت مرسوم; فإن هذا فيه من روائح الشرك ووسائله ما لا يخفى.
ومن أصولهم: أنهم يقولون بوجوب رد ما تنازعت فيه الأمة إلى كتاب الله، وسنة رسوله، ولا يقبلون قولا مجردا عن دليل ينصره، وبرهان يعضده، بمجرد نسبته إلى شيخ أو متبوع غير الرسول، لا سيما من خالف هدى القرون المفضلة، وما درج عليه أوائل هذه الأمة، فإنهم يشددون على من خالفهم; وأما أمرهم بأركان الإسلام، والتأديب على تركها، والحث على فعلها، فأمر مشهور، لا ينكره الخصم.
وقد جرى بيني وبينك، في مسألة الاستواء مذاكرة، وقلت لي إن معنى استوى: استولى، وأنشدتنا في ذلك قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... البيت. فأخبرت بكلامك بعض مشائخنا، فعجب منه، وقال: هذا

الصفحة 503