كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

(شرح حديث: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة")
وله أيضا: رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ صالح آل عثمان، سلمه الله وحفظه من طائف الشيطان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، على ما أولاه من الإنعام، جعلنا الله وإياك من أوليائه الذاكرين الشاكرين.
وأما المسألة التي سألت عنها، في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " 1 فمن أحسن ما قيل في معناه، قول العلامة: ابن القيم، رحمه الله تعالى، في باب المعاينة، من شرح المنازل، لما تكلم على ما يزعمه القوم، من إدراك نفس الحقيقة، والأنوار التي يجدونها، وأنها أمثلة وشواهد.
قال: وحقيقتها هي وقوع القوة العاقلة، على المثال العلمي المطابق للخارجي، فيكون إدراكه له، بمنْزلة إدراك العبد للصورة الخارجية; وقد يقوى سلطان هذا الإدراك الباطن، بحيث يصير الحكم له، ويقوى استحضار القوة العاقلة لمدركها، بحيث يستغرق فيه، ويغلب حكم القلب، على حكم الحس والمشاهدة، ويستولي على السمع والبصر، بحيث يراه، ويسمع خطابه في الخارج، أو في
__________
1 البخاري: الجمعة (1195) , ومسلم: الحج (1390) , والنسائي: المساجد (695) , وأحمد (4/39 ,4/40 ,4/41) , ومالك: النداء للصلاة (463) .

الصفحة 510