كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

أرسله، وما جاء به، وما قد قال ".
وفي بعض الآثار: " كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ ".
ويكفيك الميزان السوي العادل، في كل فعل وقول صدر من الناس، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " 1. وهذا الحديث أصل من أصول الدين، فمن تأمل ما في مطاويه، وتفهم أصوله ومبانيه، استوحش من كثير من عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله; فإذا كان كل عمل ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم فهو مردود على صاحبه لا يقبله الله، تبين لك أني لم أجازف في إنكار هذه المبتدعات، وقد أخبر أنها تقع، بقوله صلى الله عليه وسلم: " خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يفعلون ما لا يؤمرون " 2. أفتظن أنه كان فبان، وسلمت منه هذه الأزمان؟ أم تطن أن كلام الصادق المصدوق لا يوجد مصداقه؟ ولا يسلم من المحدثات إلا من وفق للكتاب والسنة، وجعلهما الميزان، لما حسن عنده وزان.
والعلماء يجري عليهم الخطأ، وليسوا بمعصومين، ومن حسن الظن بهم من دون نظر في الكتاب والسنة، هلك; انظر إلى إيقاد السرج على القبور اليوم، قد عم وطم، وقد صرفت له الأوقاف، واستحسنه بعض العلماء، وكتبوا على أوقافه، وكذلك تجصيص القبور، والرسول صلى الله عليه وسلم قد
__________
1 مسلم: الأقضية (1718) , وأحمد (6/146 ,6/180 ,6/256) .
2 البخاري: الأيمان والنذور (6695) , ومسلم: فضائل الصحابة (2535) , والترمذي: الفتن (2221 ,2222) , والنسائي: الأيمان والنذور (3809) , وأبو داود: السنة (4657) , وأحمد (4/426 ,4/427 ,4/436 ,4/440) .

الصفحة 539