كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

أكثر أهل المدينة مالا".
هذا في الأمور المقدور للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم بعث لتشييد قواعد الدين، وسد الذرائع المفضية إلى سؤال المخلوقين ما لا يقدر عليه إلا رب العالمين.
والله المرجو أن يشرح صدورنا للإسلام، وأن لا يجعلنا ممن أعرض عن ذكر ربه، واتبع هواه، وكان أمره فرطا; فاسأل ربك في أوقات الإجابة أن يريك الحق حقا، ويرزقك اتباعه، ويريك الباطل باطلا، ويرزقك اجتنابه; ولا يجعله ملتبسا عليك، فتضل; والسلام. وصلى الله على محمد، وآله وصحبه، وسلم.
(كيفية حياة الرسول في قبره)
سئل الشيخ: إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن، عن كيفية حياة الرسول في قبره؟ وهل هي كحياة الشهداء؟ أم أعلى عند الله؟ فأجاب:
الجواب وبالله التوفيق: قال الحافظ الحجة شمس الدين ابن القيم، رحمه الله تعالى: لم يرد حديث صحيح، أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره، لكن نقطع أن الأنبياء، لا سيما خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم أعلى مرتبة من الشهداء، وقد قال سبحانه وبحمده عن الشهداء، إنهم: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران آية: 169] ، فالأنبياء أولى بذلك، قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران آية: 169] ، ومع ذلك، فالشهداء داخلون، في قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [سورة آل

الصفحة 544