كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

الشهداء في الجنة، ويسلم عليهم عند قبورهم، كما يسلم على غيرهم، كما علمنا صلى الله عليه وسلم أن نسلم عليهم، وكما كان الصحابة رضي الله عنهم يسلمون على شهداء أحد; وقد ثبت أن أرواحهم في الجنة، تسرح حيث شاءت، كما تقدم; ولا يضيق عطنك عن كون الأرواح في الملأ الأعلى، تسرح في الجنة حيث شاءت، وتسمع سلام المسلم عليها عند قبرها; وتدنو حتى ترد عليه السلام، وللروح شأن آخر، غير شأن البدن. وهذا " جبريل عليه السلام، رآه النبي صلى الله عليه وسلم وله ستمائة جناح، منها جناحان، قد سد بهما ما بين المشرق والمغرب ". وكان من النبي صلى الله عليه وسلم حتى وضع ركبتيه، ويديه، على فخذيه; وما أظنك يتسع عطنك أنه كان حينئذ في الملأ الأعلى، فوق السماوات، حيث هو مستقره، وقد دنا من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدنو، فإن التصديق بهذا، له قلوب خلقت له، وأهلت لمعرفته، ومن لم يتسع عطنه لهذا فهو أضيق أن يتسع للإيمان بالنّزول الإلهي إلى سماء الدنيا كل ليلة، وهو فوق سماواته على عرشه; انتهى كلام الشيخ شمس الدين، رحمه الله، وعفا عنه.
وقال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، رحمه الله: وأما الكلام على حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاعتقادنا في ذلك اعتقاد سلف الأمة وأئمتها، وهم الأسوة; وهي: أنه صلى الله عليه وسلم قبض ودفن، وزالت عنه الحياة الدنيوية، كما قال أبو بكر رضي الله عنه

الصفحة 547