كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

(قول الفقهاء فيمن قال أنا مؤمن إن شاء الله)
سئل الشيخ حمد بن عتيق، عن قول الفقهاء: من قال أنا مؤمن إن شاء الله، إن نوى به في الحال، يكفر، وإن نوى به في المآل، لم يكفر؟ !
فأجاب: هذا سؤال من لا يحسن السؤال، فإن ظاهره: أن جميع الفقهاء يقولون ذلك، ومن له خبرة بأقوال الفقهاء، تحقق أن هذه مجازفة عليهم، وقول بلا علم; فإن كان بعض المتأخرين من بعض أهل المذاهب قال ذلك، فهو: قول محدث من أقوال أهل البدع. وأنا أذكر لك من كلام العلماء، في الاستثناء في الإيمان، وهو قول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله; ليتضح الخطأ من الصواب، ويعلم من الأولى بالحق في هذا الباب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى: وأما الاستثناء في الإيمان، بقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله، فالناس فيه على ثلاثة أقوال; منهم: من يوجبه; ومنهم: من يحرمه; ومنهم: من يجوز الأمرين، باعتبارين; وهذا: أصح الأقوال.
فالذين يحرمونه، هم: المرجئة، والجهمية، ونحوهم، ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا، يعلمه الإنسان من نفسه، كالتصديق بالرب، ونحو ذلك مما في قلبه; فيقول أحدهم: أنا أعلم أني مؤمن، كما أعلم أني قرأت الفاتحة;

الصفحة 551