كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

ولا يشكون في وجود ما في القلب من الإيمان، في هذه الحال; ويجعلون الاستثناء عائدا إلى الإيمان المطلق، المتضمن فعل المأمور; هذا ملخص كلامه، في: كتاب الإيمان.
وقال في موضع آخر: والناس لهم في الاستثناء ثلاثة أقوال; منهم: من يحرمه، كطائفة من الحنفية، ويقولون: من يستثني فهو شاك; ومنهم: من يوجبه، كطائفة من أهل الحديث; ومنهم: من يجوزه، أو يستحبه; وهذا: أعدل الأقوال; فإن الاستثناء له وجه صحيح، وتركه له وجه صحيح، فمن قال: أنا مؤمن إن شاء الله، وهو يعتقد أن الإيمان فعل جميع الواجبات، ويخاف أن لا يكون أتى بها، فقد أحسن; ومن اعتقد: أن المؤمن المطلق هو الذي يستحق الجنة، فاستثنى، خوف سوء الخاتمة، فقد أصاب; ومن استثنى أيضا خوفا من تزكية نفسه، أو مدحها، أو تعليقا للأمر بمشيئة الله تعالى، فقد أحسن; ومن جزم بما يعلمه، من التصديق في ترك الاستثناء، فهو مصيب.
فتبين بما ذكرناه، من الكلام، الذي قدمناه: أن هذا الإيراد قول غير معروف عند العلماء المقتدى بهم، فضلا عن أن يكون الفقهاء كلهم قد قالوه; وإذا كان الأمر كذلك، وظهر كلام من يعتد به، وما هو الصواب منه، فلا حاجة بنا إلى معرفة الأقوال المبتدعة.

الصفحة 555