كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

سادة الأمة، وسابقيها على أنفسهم، أن يكونوا منهم. انتهى.
فكلما زاد الإيمان، اشتد الخوف من النفاق، وعلى حسب ضعف الإيمان، يكون الأمن منه; وأما خوف الكفر، فيكفي فيه قول الله تعالى، إخبارا عن خليله إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم آية: 35] ، وهو يدل على شدة خوفه من هذا الأمر; وفي الدعاء المأثور: " اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وعذاب القبر، وأن أرد إلى أرذل العمر " 1.
اعلم: أن كون الإنسان يشتد خوفه من الكفر والنفاق، ويكثر البحث عن أسبابهما، ونحو ذلك، هو أمر غير التلفظ به; وكونه يقول: أنا منافق: فذاك لون، وهذا لون.
(رد الشيخ سعد بن حمد على من زعم أن القحطاني المذكور في هذا الحديث هو محمد بن رشيد)
وقال ابنه: الشيخ سعد بن الشيخ حمد بن عتيق، عفا الله عنه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أشرف المرسلين، وعلى آله، وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فقد وقع البحث في الحديث، الذي في الصحيحين، حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان، يسوق الناس بعصاه " 2، فصرح بعض الحاضرين، بأن
__________
1 النسائي: السهو (1347) والاستعاذة (5465) , وأحمد (5/36) .
2 البخاري: المناقب (3517) , ومسلم: الفتن وأشراط الساعة (2910) .

الصفحة 558