كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

الحديث هو الرجل الذي وصفنا، لا شك أنه تعيين لمراد المعصوم صلى الله عليه وسلم وتبيين لمقصوده، وهذا مفتقر إلى أحد شيئين:
الأول: النقل الثابت عنه صلى الله عليه وسلم برواية الثقات; ونقل العدول المعتبرين عند أهل النقل بالتنصيص على المقصود بكلامه، إنه هذا الرجل بعينه; وهذا مما لا سبيل إليه البتة.
الثاني: وجود القرائن، وقيام الشواهد، الدالة على أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم هو هذا، ولكن لا يطلع عليها إلا من حصل المعرفة التامة بمدلول لفظ الحديث; وضم إلى ذلك النظر في سيرة هذا الذي يدعى أنه المقصود، واعتبار حاله، وما كان عليه; وأما الجزم بالتعيين، مع تخلف العلم بمدلول اللفظ، أو وجود بعض الاحتمالات التي يتعذر معها الجزم بالمفهوم، أو عدم اعتبار حال المدعى أنه المراد، والإعراض عن التفتيش في سيرته، فلا يخفى بعده عن العلم المفيد، عند أهل المعرفة.
وإذا عرف هذا، فنقول: قال بعض أهل العلم في معنى الحديث، هو كناية عن استقامة الناس، وانقيادهم له، واتفاقهم عليه، قال: إلا أن في ذكرها - يعني العصا - دليل على عسفه لهم، وخشونته عليهم، وقال بعضهم: هو حقيقة أو مجاز عن القهر، والضرب; ونقل محمد طاهر الهندي، في شرح غريب الآثار، عن شرح المصابيح، أنه: عبارة عن التسخير، كسوق الراعي، انتهى.

الصفحة 560