كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

مغربها، وغير ذلك مما أخبر به صلى الله عليه وسلم مما سيكون; نعم، إن ثبت ما روى أن خروج القحطاني يكون بعد المهدي، وأنه يسير على سيرة المهدي، فلا شك أنه من أهل الإسلام والإيمان، ومن الدعاة إلى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد وردت أحاديث تدل على خروج المهدي، وحكمه بالقسط والعدل، وهي مذكورة في سنن أبي داود، وابن ماجه، وغيرهما; منها: حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوله الله، حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " 1 وقد ورد حديث، فيه: " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " 2.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: هو حديث ضعيف، رواه يونس عن الشافعي، عن شيخ من أهل اليمن; ولا يقوم بإسناده حجة; وقال الذهبي في الميزان: يونس بن عبد الأعلى، أبو موسى الصدفي، روى عن ابن عيينة، وابن وهب، وعنه ابن خزيمة، وأبي عوانة، وخلق; وثقه أبو حاتم، وغيره، ونعتوه بالحفظ، والعقل، إلا أنه تفرد عن الشافعي بذلك الحديث: " لا مهدي إلا ابن مريم " وهو: منكر جدا. انتهى.
وقال صديق - في عون الباري، بعد ذكر حديث القحطاني -: يكون بعد المهدي، ويسير على سيرته، رواه أبو
__________
1 الترمذي: الفتن (2231) , وأبو داود: المهدي (4282) .
2 ابن ماجه: الفتن (4039) .

الصفحة 562