كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 1)

نعيم بن حماد في الفتن. انتهى; فإن ثبت هذا، فهو يدل مع أحاديث المهدي، على تأخر خروج القحطاني، وأنه لا يخرج إلا بعد خروج المهدي، وأنه يكون على سيرة حسنة، وحالة مرضية، لا كما نقل عن البعض، أن حديث الصحيحين يدل على أنه مسلم، وليس بمؤمن، فإن الحديث لا يدل على ذلك، لا بمنطوقه، ولا بمفهومه، فإن كان صديق قال ذلك، فلا يخفى ما فيه.
وكذلك النقل عن صديق أنه قال: أقرب ما يكون القحطاني المذكور في الحديث، أنه محمد بن رشيد، في ثبوته عنه نظر، فقد قدمنا في هذا جزم صديق في كتابه بأن خروج القحطاني يكون بعد خروج المهدي، واستدلاله على ذلك بما رواه أبو نعيم; فكيف يتفق هذا، وذاك؟! ولا شك في عدم ثبوت هذه المقالة، عمن أخذ عن صديق وسمع كلامه.
فلذلك أقول: ينبغي أن ينظر فيمن نقل هذا عن صاحبنا الذي نقل عن صديق; وعلى تقدير ثبوت هذا، فهو قول مجرد عن الدليل، مناقض لما قرره هو واستدل عليه، كما عرفناك قريبا {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [سورة النساء آية: 82] . والله أعلم.

الصفحة 563