كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 1)

يوم بشيء، نام، فرأى رجلاً بيده كتاب، فناوله ففتحه فإذا فيه مكتوب بالذهب: لا تؤثرن فانياً على باق (1) ، ولا تفرحن بملكك، فإن ما أنت فيه جسيم، إلا أنه عديم، فسارع إلى الآخرة، فإن الله تعالى يقول " وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربَّكم وجنَّةً عرضها السموات والأرض أعدَّت للمتقين " آل عمران: فانتبه فزعاً، وقال: هذا تنبيه من الله تعالى وموعظة، فخرج من ملكه فأتى هذا الجبل وعبد الله فيه حتى مات.
وقال: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول لي: أيحسن بالحر المريد، أن يتذلل للعبيد، وهو يجد عند الله كل ما يريد؟
وقال النسائي: إبراهيم أحد الزهاد، وهو مأمون ثقة. وقال الدارقطني: ثقة. وقال البخاري: مات سنة إحدى وستين ومائة، وسيرته في تاريخ دمشق ثلاث وثلاثون ورقة وهي طويلة في حلية الأولياء، رحمه الله تعالى.
2 - (2)
إبراهيم الحربي
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، الفقيه أبو إسحاق الحربي أحد الأئمة الأعلام؛ ولد سنة ثمان وتسعين ومائة، وتفقه على الإمام أحمد بن حنبل، وكان من نجباء أصحابه، روى عنه ابن صاعد وابن السماك.
قال الخطيب: كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً
__________
(1) ص: باقياً.
(2) ترجمة الحربي في معجم الأدباء 1: 112 وتاريخ بغداد 6: 27 وصفة الصفوة 2: 228 والوافي 5: 320 وطبقات أبي يعلى 1: 86 وتذكرة الحفاظ: 584 وثمة دراسة مطولة عنه في مقدمة كتاب المناسك من تحقيق الشيخ حمد الجاسر.

الصفحة 14