كتاب فوات الوفيات (اسم الجزء: 1)

ولما مات تولى ابنه المجاهد، واضطرب ملك اليمن مدة، وتمكن الملك الظاهر ابن المنصور وقبضوا على المجاهد، ثم مات المنصور وكان ديناً رحيماً، فثار أمراء مع المجاهد، واستولى على قلعة تعز، ثم قوي أمره وأباد أضداده. وقال الشيخ تاج الدين عبد الباقي اليماني يمدح المؤيد وقد ركب فيلاً:
الله أولاك يا داود مكرمة ... ورتبةً ما أتاها قبل سلطان
ركبت فيلاً وظلّ الفيل ذا رهج ... مستبشراً وهو بالسلطان فرحان
لك الإله أذلّ الوحش أجمعه ... هل أنت داود فيه أم سليمان وقال يمدحه وقد بنى قصراً (1) بظاهر زبيد:
يا ناظم الشعر في نعمٍ ونعمان ... وذاكر العهد من لبنى ولبنان
ومعمل الفكر في ليلى وليلتها ... بالسفح من عقدات الضال والبان
قصر فيا لعلوّ من زبيد (2) علا ... عالي المنار عظيم القدر والشّان
به التغزّل أحلى ما يرى بهجاً ... فدع حديث لويلاتٍ بعسفان
قصرٌ بناه هزبر الدين مفتخراً ... وشاد ذلك بانٍ أيما بان
هذا الخورنق بل هذا السّدير أتى ... في عصر داود لا في عصر نعمان
أنسى بإيوانه كسرى فلا خبرٌ ... من بعد ذلك عن كسرى لإيوان
سامى النجوم علاء فهي راجعة ... عن ... ذاك لإيوان ابن حسان
تودّ فيه الثريا لو بدت سرجاً ... مثل الثريا به في بعض أركان
يحفه دوح زهرٍ كلّه عجبٌ ... كم فيه من فنن زاه بأفنان
__________
(1) ص: قصر.
(2) ص: من وادي زبيد.

الصفحة 429