كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 1)

قد أرسل إلى ابن الحتيتى (¬1) العباسى - مقدم حلب - يطلب منه تسليمها إليه، فأنفذ إليه مالا، واستمهله إلى أن يكاتب السلطان جلال الدولة ملكشاه، وأرسل ابن الحتيتى إلى الملك تاج الدولة تتش ابن السلطان العادل عضد الدولة ألب أرسلان - أخى السلطان - وهو يومئذ صاحب دمشق، يعده أن يسلم إليه حلب، فسار تاج الدولة [تتش] طالبا حلب، وذلك في (¬2) سنة تسع وسبعين وأربعمائة، فسار إليه ابن عمه سليمان بن قطلمش (¬3)، ومع تاج الدولة الأمير أرتق بن أكسب، وكان قد فارق ابن جهير خوفا أن ينهى إلى السلطان إطلاق شرف الدولة من آمد - كما ذكرنا - وصار إلى خدمة تاج الدولة، فأقطعه البيت المقدس وما يتصل به. ثم التقى العسكران، فانهزم أصحاب الملك سليمان، وثبت هو في القلب، فلما رأى انهزام عساكره قيل إنه أخرج سكينا [كانت] معه فقتل بها نفسه، وقيل بل قتل في المعركة، واستولى تاج الدولة على معسكره.
وكان سليمان في السنة الماضية - في صفر - أنفذ جثة شرف الدولة ملفوفة في إزار على بغل، وطلب من أهل حلب أن يسلموها إليه، وفى هذه السنة - في صفر - أرسل الملك تاج الدولة جئة الملك سليمان في إزار على بغل، وطلب من أهل حلب أن يسلموها إليه، فأجابه [ابن] الحتيتى أنه يكاتب السلطان، ومهما أمره فعل، فحصر تاج الدولة البلد، وضيّق على أهله، وسلم ابن الحتيتى كل برج من أبراجها
¬_________
= والراكبان فلا يخافان شيئا، وكان له في كل بلد وقرية عامل وقاض وصاحب خبر بحيث لا يتعدى أحد على أحد».
أنظر أيضا: (Zambaur : Op .Cit . P. 135).
(¬1) في الأصل: «الخيتى» والتصحيح عن ابن الأثير.
(¬2) في الأصل: «وذلك في» وبها انتهى السطر، ثم بدأ السطر التالى بقوله: «وفى سنة تسع وسبعين الخ» وقد صححت بعد مراجعة (ابن الأثير: الكامل، ج 10، ص 60).
(¬3) رسم هذا اللفظ في الأصل تارة بالتاء وتارة بالطاء.

الصفحة 16