كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: م 1)

والإمارات الصليبية، ثم انتقل إلى الموضوع الأصيل فبدأ بالتاريخ لنشأة الدولة الأيوبية وعرض أثناء ذلك للدولة الفاطمية في مصر في أواخر أيامها وللصراع العنيف بين قوى الصليبيين وقوى نور الدين في سبيل الاستيلاء على مصر، ولجهود صلاح الدين وأفراد أسرته وقواده التي بذلت للقضاء على المؤامرات الداخلية والخارجية، ولفتح بلاد النوبة واليمن. ووقفنا في هذا الجزء عند وفاة نور الدين محمود بن زنكى سنة 569؛ أما الجزء الثانى فسيشتمل بإذن الله على عصر صلاح الدين كله وينتهى بانتهاء حياته سنة 589 هـ‍.

(8)
وقد اعتمدنا عند نشر هذا الجزء على نسخة كمبردج (ك) واتخذناها أصلا للنشر ثم قارنا بينها وبين نسخة باريس رقم 1702 (س) في الصفحات التي لها مثيل في هذه النسخة الأخيرة. ومع هذا فقد استعنا لضبط النص وتصحيحه بالمراجع الكثيرة الأخرى المعاصرة وغير المعاصرة؛ وخاصة تلك التي نقل عنها المؤلف؛ وقد نص ابن واصل أحيانا على المراجع التي نقل عنها. ونقل دون نص أحيانا أخرى، ومن المراجع التي نص على نقله عنها: البرق الشامى للعماد الاصفهانى، والسيرة اليوسفية لابن شداد، والروضتين لأبى شامة، والكامل لابن الأثير. الخ. وقد طبعت أسماء المؤلفين والمراجع التي نص المؤلف على الأخذ عنها بحروف الرقعة ليمكن للقارئ متابعتها.
وأكثر نقوله هنا عن ابن الأثير، وقد لاحظت عند المقارنة بين النصين أن نص ابن واصل كثيرا ما يتفق ونص ابن الأثير اتفاقا يكاد يكون تاما (انظر ص 93 هامش 4)، كما لاحظت أنه يختلف عنه - أحيانا أخرى - إيجازا أو إطنابا، فرواية ابن واصل في بعض الأوقات أكثر تفصيلا من رواية ابن الأثير مما يجعل لها قيمة خاصة ومما يرجح ظننا أن المؤرخين كانا ينقلان عن مراجع أخرى لم يذكراها، وقد استطعت أن أتعرّف على مرجع من هذه المراجع وهو «تاريخ ميا قارقين وآمد» لأحمد بن يوسف بن على بن الأزرق الفارقى» (¬1)،
¬_________
(¬1) توجد من هذا الكتاب نسختان في مكتبة المتحف البريطانى. الأولى قطعة صغيرة منه كتبت في سنة 560 هـ‍ أي في حياة المؤلف ورقمها 6310، والثانية أكبر وأوفى من الاولى بل تكاد تكون نسخة كاملة، كتبت سنة 572 هـ‍ ورقمها 5803، وقد نشر آمدروز أجزاء كثيرة منه في هوامش (الذيل على تاريخ دمشق لابن القلانسى) وللتعريف بالفاوقى وكتابه انظر مقالا في J .R .A .S .1902. P. 785 .

الصفحة 16