كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)
والجميع مَمْدُود اخْتلف فِي تَأْوِيله فَقيل هُوَ فِي رجل مَخْصُوص وَقيل هُوَ ضرب مثل للزهد والحرص وَقيل ذَلِك لتَركه الْإِيمَان وَتَسْمِيَة الله عِنْد الطَّعَام وَقيل غير ذَلِك مِمَّا شرحنا فِي الْإِكْمَال.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فكره الْمُؤْمِنُونَ ذَلِك وامتعظوا بِظَاء مُعْجمَة كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والهمداني وَلأبي الْهَيْثَم فِي الْمَغَازِي والجرجاني وفسروه كَرهُوا وَهَذَا غير صَحِيح وَوهم فِي الْخط والهجاء إِنَّمَا يَصح لَو كَانَ امتعضوا بالضاد الْمُعْجَمَة وَكَذَا عِنْد أبي ذَر هُنَا وعبدوس فَهَذَا بِمَعْنى كَرهُوا وأنفوا وَقد وَقع مُفَسرًا كَذَلِك فِي بعض الرِّوَايَات فِي الْأُم وَعند الْقَابِسِيّ فِي كتاب الشُّرُوط وللحموي فِي الْمَغَازِي والمتسملي وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ هُنَاكَ عَن الْمروزِي اتعظوا وَوَقع للقابسي أَيْضا فِي الْمَغَازِي أمعظوا بتَشْديد الْمِيم وظاء مُعْجمَة وَكَذَا لعبدوس وَعند بَعضهم اتغظوا بالغين والظاء المعجمتين وَكتب خَارِجا عَلَيْهِ من الغيظ وَعند بَعضهم عَن النَّسَفِيّ وانغضوا بنُون سَاكِنة وغين وضاد معجمتين وَهُوَ مُشكل فِي نسخته هَل النقطتان على التَّاء أم على النُّون والغين فِي كتاب الْمَغَازِي وكل هَذِه الرِّوَايَات إحالات وتغييرات عَن الصَّوَاب حَتَّى خرج عَلَيْهِ بَعضهم انْفَضُّوا وَنَحْو مِنْهُ فِي كتاب الشُّرُوط عَن النَّسَفِيّ وَلَا وَجه لما تقدم إِلَّا أَن يكون امتعضوا مثل الرِّوَايَة الأولى إِلَّا أَنَّهَا بالضاد كَمَا تقدم وَقد تخرج رِوَايَة النَّسَفِيّ انغضوا أَي تحركوا واضطربوا قَالَ الله) فسينغضون إِلَيْك رؤوسهم
(أَو انْفَضُّوا أَي تفَرقُوا
وَقَوله فِي تَفْسِير الحوايا الامعاء كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين المبعر والاول قريب مِنْهُ وبالمباعر فَسرهَا الْمُفَسِّرُونَ
وَقَوله فِي بَاب النفث فِي الرّقية واضربوا لي مَعَهم بِسَهْم كَذَا لَهُم وَلابْن السكن مَعكُمْ وَهُوَ الْمَعْرُوف وَالْأَوْجه الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله ارموا وَأَنا مَعكُمْ بني فلَان ظَاهره أَي فِي حزبهم وَعَلِيهِ تَأَوَّلَه الكافة وَذهب أَبُو عبد الله بن المرابط إِلَى أَن مَعْنَاهُ يَا بني فلَان أَي محبا لَهُم إِذْ لَا يعز مُسلما على مُسلم فيوهنه وَهَذَا نظر ضَعِيف لِأَن هَذَا يلْزمه مَا هُوَ أكبر مِنْهُ فِي إِظْهَاره محبَّة قوم على آخَرين وَبِهَذَا يدْخل عَلَيْهِم من الوهن أَكثر من الأول مَعَ أَن مساق الحَدِيث بكفهم أَيْديهم عَن الرَّمْي لذَلِك أدبا لَيْلًا يسبقوه بِالرَّمْي حَتَّى قَالَ وَأَنا مَعكُمْ كلكُمْ يدل على خلاف قَوْله
الْمِيم مَعَ الْغَيْن
(م غ ف) قَوْله أكلت مَغَافِير بِالْفَاءِ وَالرَّاء وريح مَغَافِير هُوَ شبه الصمغ يكون فِي أصل الرمث فِيهِ حلاوة وَالتَّفْسِير صَحِيح فِي الْأُم فِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة عِنْد بَعضهم وأصلية عِنْد آخَرين قَالَ ابْن دُرَيْد وأحدها مغْفُور بِالضَّمِّ وَهُوَ مِمَّا جَاءَ على مفعول مَوضِع الْفَاء مِيم وَقَالَ غَيره لَيْسَ فِي الْكَلَام مفعول بِضَم الْمِيم إِلَّا مغْفُور ومغدود لضرب من الكمأة ومنخور للمنخر وَقد روينَاهُ عَن ابْن عِيسَى عَن ابْن سراج مَغَافِير بِفَتْح الْمِيم وَيُقَال أَيْضا لواحدها مغفار ومغفير وَهِي المغاثير بالثاء أَيْضا حَكَاهُ الْفراء وَوَقع فِي الْأُصُول فِي كتاب مُسلم مغافر بِغَيْر تعويض وَالصَّوَاب مَغَافِير
الْمِيم مَعَ الْقَاف
(م ق ب) قَوْله أَتَى الْمقْبرَة يُقَال بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا وَالْمِيم مَفْتُوحَة يُرِيد مَوضِع الْقُبُور ومدافن الْمَوْتَى سميت باسم الْوَاحِد من الْقُبُور
(م ق ت) قَوْله فمقتهم المقت أَشد البغض قَوْله المقة من الله أَي الْمحبَّة وَأَصله الْوَاو وَهِي كلمة منقوصة وفاؤها وَاو يُقَال ومقت الرجل أمقه مقة أحببته
الْمِيم مَعَ السِّين
(م س ح) قَوْله فِي عِيسَى الْمَسِيح وَلم يخْتَلف فِي ضبط اسْمه كَمَا سَمَّاهُ الله فِي كِتَابه وَاخْتلف
الصفحة 386
408