كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)
وَقيل ثَلَاثَة آلَاف ذِرَاع وَخَمْسمِائة ذِرَاع وَقَوله دلوك الشَّمْس ميلها يُرِيد عَن الاسْتوَاء للزوال وانحطاطها لجِهَة الْمشرق وَهُوَ بِسُكُون الْيَاء الْمصدر وبالفتح الِاسْم وبالسكون روينَاهُ وَقد قَالُوهُ فِي كل مَا لَيْسَ بجسم وَبِفَتْحِهَا فِي الْأَجْسَام قَالَ الله تَعَالَى) فَلَا تميلوا كل الْميل
(وَفِي الحَدِيث الآخر والعشي ميل الشَّمْس كَذَا للأصيلي وَلغيره مصغر الشَّمْس أَي وَقت اصفرارها
(م ي ع) قَوْله أماع كَمَا يماع الْملح أَي سَالَ وَجرى وَأَصله انماع وَكَذَا رَوَاهُ بَعضهم فأدغمت النُّون كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ذاب.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة كَذَا الرِّوَايَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بِغَيْر خلاف قَالَ القَاضِي الْكِنَانِي صَوَابه الماثلة بالثاء الْمُعْجَمَة بِثَلَاث أَي الْقَائِمَة المنتصبة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة ويعضدها صَحِيح اللُّغَة وَتَفْسِير من فسر مميلات فِي الحَدِيث أَنَّهُنَّ يمتشطن المشطة الميلاء وَهِي مشطة البغايا كَمَا قَالَ امرؤوا الْقَيْس
(غدائره مستشزرات إِلَى الْعلَا) وَإِذا جمعتها هُنَاكَ وَكَثْرَتهَا قد تميل كَمَا تميل أسنمة البخت إِلَى بعض الْجِهَات عِنْد كبرها وسمنها وَقد قَالُوا نَاقَة ميلاء إِذا كَانَ سنامها يمِيل إِلَى أحد شقيها فَهَذَا هُوَ معنى الأسنمة المائلة على مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة إِن شَاءَ الله
فصل فِيمَا جَاءَت فِيهِ الْمِيم زَائِدَة فيشكل عَليّ بعض المبتدئين طلب بَابه
فِيهَا ذكر المومسات والمواميس أنظرهُ فِي حرف الْوَاو وَكَذَلِكَ الميسم والموسم والميضأة والموكأ ومئنة من فقه الرجل ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقد اخْتلف فِي ميمه فَقيل هِيَ أَصْلِيَّة وَقيل زَائِدَة والمركن ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَكَذَلِكَ قَوْله لَيْسَ وَرَاء الله مرمى وَفرس معروري ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَامْرَأَة مجح فِي حرف الْجِيم وَكَأَنَّهُ مذهبَة فِي حرف الذَّال ومشعان ومشربه ذَكرْنَاهُ فِي حرف الشين والمنطق ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَالسَّمَاء مغيمة مَذْكُور فِي حرف الْغَيْن ومؤخرة الرجل ذكرت فِي الْهمزَة ومقدم رَأسه يَأْتِي فِي الْقَاف وَارْضَ مضبة فِي حرف الضَّاد وَحمل مصك يَأْتِي فِي حرف الصَّاد ومحفتها فِي حرف الْحَاء والمجاعة فِي حرف الْجِيم ومسافة الأَرْض مقدارها الْمِيم زَائِدَة وَطَرِيق ميتاء مَمْدُود ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَكَذَلِكَ المأمومة من الْجراح ومذمة الرَّضَاع فِي حرف الذَّال والمجان المطرقة مضى فِي الْجِيم والمخيلة فِي الْخَاء ومغافير ذَكرْنَاهُ قبل وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة والمرآت فِي حرف الرَّاء ومنار الأَرْض نذكرهُ فِي النُّون والمكيل فِي حرف الْكَاف
فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع وتفسيرها فِي هَذَا الْحَرْف
(مَكَّة) قيل هِيَ بكة وَالْمِيم وَالْبَاء مبدلة بِمَعْنى وَاحِد وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وَمن سوى بَينهمَا وَمن فرق وَقيل هما اسمان بمعنيين مَكَّة بِالْمِيم لقلَّة مَائِهَا من قَوْلهم أمتك الفصيل أمه إِذا استخرج مَا فِي ضرْعهَا وَقيل لِأَنَّهَا تمك الذُّنُوب أَي تذْهب بهَا وَقد تقدم اسْتِحْقَاق بكة بِالْبَاء ولمكة أَسمَاء كَثِيرَة مِنْهَا صَلَاح وَالْعرش على وزن بدر
والقادس من التَّقْدِيس وَهُوَ التَّطْهِير لِأَنَّهَا تطهر الذُّنُوب
والمقدسة والنساسة بالنُّون وسينين مهملتين وَقيل الناسة أَيْضا بسين وَاحِدَة وإلباسه أَيْضا بِالْبَاء وسين وَاحِدَة لِأَنَّهَا تبس من الْحَد فِيهَا أَي تحطمه وَقيل تبسهم تخرجهم مِنْهَا وَالْبَيْت الْعَتِيق وَقد ذكرنَا تَفْسِيره وَأم رحم بِضَم الرَّاء وَأم الْقرى والحاطمة وللرأس مثل رَأس الْإِنْسَان وكوثى
الصفحة 392
408