كتاب المجروحين لابن حبان ت حمدي (اسم الجزء: 1)

سعد وعمرو بن الحارث بمصر، ومالك والماجشون بالمدينة، لولا هؤلاء لكنا ضالين.
حدثنا عمر بن سعيد، عن بكر بن سهل الدمياطي، قال: سمعت عبد الله بن يوسف، يقول: قال مالك بن أنس؟ رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فنزع خاتمه من إصبعه فألبسنيه.
حدثني أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبي بالفسطاط، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا أصبع بن الفرج، عن الدراوردي، قال: لما حضر مالك ليضرب كنت أقرب الخلق منه، فسمعته يقول كلما ضرب سوطًا: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون، حتى فرغ من ضربه.
حدثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي بأنطاكية، قال: حدثنا بكر بن سهل، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثني خلف بن عمر، قال: كنت عند مالك، فأتاه ابن أبي كثير قارىء المدينة، فناوله رقعة، فنظر فيها مالك، ثم وضع تحت مصلاه، ثم قام من عنده، وذهبت أتقوم، فقال: اثبت يا خلف، فناولني الرقعة، فإذا فيها: رأيت الليلة في المنام كأنه يقال لي: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فإذا ناحية من القبر قد انفرجت، وإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس والناس يقولون: يا رسول الله أعطنا، يا رسول الله مر لنا، فقال لهم: "إِنِّي كَنَزْتُ تَحْتَ الْمِنْبَرِ كَنْزًا، وَقَدْ أَمَرْتُ مَالِكًا أَنْ يَقْسِمَهُ فِيكُمْ، فَاذْهَبُوا إلَى مَالِكٍ" قال: فانصرف الناس، وبعضهم يقول لبعض: ما ترون مالكًا فاعلًا؟ فقال بعضهم: يُنْفِذُ ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فرقَّ مالك وبكى، ثم قمت وتركته [على تلك الحال] (١).
حدثنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: سمت مالكًا يقول: دخلت على أبي جعفر، فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث، ورزقني الله عز وجل العافية من ذلك، فلم أقل له يدًا.
---------------
(١) انظر حلية الأولياء (٦/ ٣١٦ - ٣١٧) وسير أعلام النبلاء (٨/ ٦٢).

الصفحة 43