كتاب المجروحين لابن حبان ت حمدي (اسم الجزء: 1)

حوراء، وعمل لي سماطًا، وأقعدني بين الناس، وقال لي: يا يحيى تَمَنَّ ما شئت، قال: قلت: فمن أوثق الناس؟ قال: شعبة وسفيان وزائدة، شيء عجب مرتين أو ثلاثًا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن الحسن السلمي، قال: سمعت طالوت بن لقمان، يقول: سمعت أبا يحيى السمسار البغدادي، يقول: رأيت أحمد بن حنبل رحمه الله في المنام وعلى رأسه تاج مرصع بالجوهر، وإذا يخطر خطرة لم أعرفها له في دار الدنيا، فقلت له: يا أبا عبد الله ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأدناني من نفسه، وتوجني بهذا التاج، وقال: هذا لك بقولك: القرآن كلام الله غير مخلوق، قلت: فما هذه الخطرة التي لم أعرفها لك في الدنيا؟ قال: هذه مشية الخدام في دار السلام.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن البلخي بجرجان، قال: حدثنا العباس بن محمد الخلال، قال: حدثنا إبراهيم بن شماس، قال: سمعت وكيع بن الجراح وحفص بن غياث يقولان: ما قدم الكوفة مثل ذلك الفتى، يعنيان أحمد بن حنبل.
أخبرني محمد بن الليث الوراق، قال: سمعت محمد بن مشكان، يقول: قال عبد الرزاق: ما قدم علي أحد كان يشبه أحمد بن حنبل رحمه الله.
قال أبو حاتم: ثم أخذ عن هؤلاء مسلك الانتقاد في الأخبار وانتقاء الرجال في الآثار جماعة، منهم محمد بن يحيى الهذلي النيسابوري، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي، ومحمد بن إسماعيل الجعفي البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، في جماعة من أقرانهم، أمعنوا في الحفظ، وأكثروا في الكتابة، وأفرطوا في الرحلة، [و] واظبوا على السنن والمذاكرة، والتصنيف والمدارسة حتى أخذ عنهم من نشأ من بعدهم من شيوخنا هذا المذهب، وسلكوا هذا المسلك، حتى أن

الصفحة 54