كتاب معاني النحو (اسم الجزء: 1)

قال ابن يعيش: "ويجوز الرفع بالعطف على موضع أن لأنها في موضع ابتداء وتحقيق وذلك أنها لما دخلت على المبتدأ والخبر لتحقيق مؤداه وتأكيده من غير أن تغير معنى الابتداء صار المبتدأ كالملفوظ به وصار (إن زيدًا قائم) و (زيد قائم) في المعنى واحدًا فجاز لذلك الأمران: النصب والرفع. فالنصب على اللفظ والرفع على المعنى" (¬1).
وذهب بعضهم إلى أنه مرفوع على الابتداء وخبره محذوف والجملة ابتدائية عطفت على محل ما قبلها من الابتداء أو هو معطوف على الضمير في الخبر (¬2).
وقيل: الواو اعتراضية - جاء في (شرح الرضي على الكافية) في قوله تعالى (أن الله برئ من المشركين ورسوله): "فتقول أن قوله تعالى (ورسوله) عطف على الضمير في (بريء) .. أو نقول: رسوله مبتدأ خبره محذوف، أي ورسوله كذلك والواو اعتراضية لا عاطفة. ونقول في قوله:
وإلا فاعلموا إنا وأنتم ... وبغاة ما بقينا في شقاق
إن (ما بقينا في شقاق) خبر (إنا) وقوله (وأنتم بغاة) جملة إعتراضية لكن لا يتم لنا مثل هذا في قوله:
ولا أنا ممن يزدهيه وعيدكم ... ولا أنني بالمشي في القيد أخرق.
بعد قوله:
فلا تحسبن أني تخشعت بعدكم ... لشيء ولا أني من الموت أفرق
لأن قوله (ولا إنني بالمشي في القيد أخرق) عطف على (أني تخشعت) فلو جعلنا قوله (ولا أنا ممن يزدهيه وعيدكم) جملة اعتراضية لكان (لا) داخلة على معرفة بلا تكرير ولا يجوز ذلك إلا عند المبرد ولو روى (ولا أنني بالمشي في القيد) بالكسرة لارتفع
¬__________
(¬1) ابن يعيش 1/ 226 - 227، وانظر سيبويه 1/ 285
(¬2) سيبويه 1/ 285، المقتضب 4/ 112، الكامل 1/ 276، ابن عقيل 1/ 136 - 137، الأشموني 1/ 284 - 285، التصريح 1/ 226 - 227

الصفحة 337